السلام عليكم

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته الحمد لله الذي كتب على عباده الموت والفناء، وتفرد سبحانه وتعالى بالحياة والبقاء، والصلاة والسلام على من ختمت به الرسل والأنبياء وعلى آله وأتباعه إلى يوم اللقاء. إخوتي وأخواتي: الموت مخلوق عجيب من مخلوقات الله تعالى، خلقه ليبلوا العباد أيهم أحسن عملا في قوله تعالى: ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) [الملك:1، 2]. وقد نصب الله تبارك وتعالى الموت دليلاً على قدرته الباهرة وعظمته القاهرة؛ فقضى به على الصغير والكبير، والغني والفقير، والوزير والحقير، والمؤمن والكافر، والبر والفاجر، والمطيع والعاصي، والذاكر والناسي. قصم به رقاب الجبابرة، وكسر به ظهور الأكاسرة، وقصر به آمال القياصرة. أذل به رقابهم، وأخضع له أعناقهم، ونقلهم جميعًا راغمين صاغرين من القصور إلى القبور، ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود، ومن ملاعبة الجواري والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان، ومن التنعم بالطعام والشراب إلى التمرغ في الوحل والتراب، ومن أُنس العشرة إلى وحشة الوحدة؛ حيث لا أنيس ولا جليس، ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل. فإن الموت لا ريب فيه، ويقين لا شك فيه في قوله تعالى: ( وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ

Post a Comment

i

أحدث أقدم